يسألونك عن الشهر الحرام
يقول المولى عز وجل في الآية 217 من سورة البقرة من كتابه العزيز.
يسألونك عن الشهر الحرام. شهر ذ و الق عدة وهو أحد الأشهر الح رم حيث يأتي في المرتبة الحادية عشر في ترتيب أشهر الس نة الهجري ة ويأتي بعد شهر شو ال ويليه شهر ذ ي الح ج ة وقد س مي هذا الشهر بذ ي الق عدة لأن المسلمين كانوا يقعدون فيه عن الغ ز و والمعارك. يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون. وإنما قلنا ذلك ناسخ لقوله. إن كنتم قتلتم في الشهر الحرام فقد صدوكم عن سبيل الله مع الكفر به.
فلما أكثر الناس في ذلك أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم. يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله. يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير لتظاهر الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه غز ا هوازن بح نين وثقيف ا بالطائف وأرسل أبا عامر إلى أو طاس لحرب من بها من المشركين في الأشهر الحر م وذلك في شوال وبعض ذي القعدة وهو. يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه سبب نزول هذه الآية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عبد الله بن جحش وهو ابن عمة النبي صلى الله عليه وسلم أخت أبيه في جمادى الآخرة قبل قتال بدر بشهرين على رأس سبعة عشر شهرا من مقدمه إلى المدينة وبعث معه ثمانية رهط من المهاجرين.
سبب نزول قوله تعالى يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه ما سبب نزول سورة البقرة أما بعد فسورة البقرة سورة طويلة ولم تنزل على النبي صلى الله عليه وسلم دفعة واحدة لسبب واحد وإنما نزلت متفرقة بعضها له سبب معين وبعضها ليس له سبب معين فلا يصح أن يقال نزلت سورة البقرة لسبب كذا أو كذا.