إن النفس لأمارة بالسوء
يقول يوسف صلوات الله عليه.
إن النفس لأمارة بالسوء. إ ن الن ف س ل أ م ار ة ب الس وء إ ل ا م ا ر ح م ر ب ي إ ن. إلا أن يرحم ربي من شاء من خلقه فينجيه من اتباع هواها. هي تلك النفس التي تأمر صاحبها بكل سوء من الشهوات الفائرة والنزعات الجائرة والحقد وغيره فإن تساهل العبد معها وأطاعها فيما تأمر وتنهي قادته لكل قبيح ومكروه قال تعالى. يقول يوسف صلوات الله عليه.
إن النفوس نفوس العباد تأمرهم بما تهواه وإن كان هواها في غير ما فيه رضا الله إلا ما رحم ربي يقول. إن للشيطان لمة بابن آدم وللملك لمة فأما لمة الشيطان فإيعاد. تحالف مع نفسك اللوامة لتهزم نفسك الأمارة بالسوء كنت تقف شامخا على أرض مستقرة مطمئنا بدينك واثقا من نفسك متسلحا بقدراتك و مواهبك موقنا بأنك أنت الثابت الذي لا تهزه ريح و لا تميله عواصف. إلا أن يرحم ربي من شاء من خلقه فينجيه من اتباع هواها.
واما النفس الاماره فهي المذمومة لانها التي تامر بكل سوء و ذلك من طبيعتها الا ما و فقها الله و ثبتها و اعانها فما تخلص احد من شر نفسة الا بتوفيق الله له كما قال تعالى حاكيا عن امرأة العزيز. وما ابرئ نفسي ان النفس لاماره بالسوء الا ما رحم ربى ان ربى غفور رحيم يوسف 53. قال أبو جعفر. لأن سياق الكلام كله من كلام امرأة العزيز بحضرة الملك ولم يكن يوسف عليه السلام عندهم بل بعد ذلك أحضره.
إن النفوس نفوس العباد تأمرهم بما تهواه وإن كان هواها في غير ما فيه رضا الله إلا ما رحم ربي يقول. قال أبو جعفر. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. أن المل ك قرين النفس المطمئنة والشيطان قرين الأمارة وقد روى أبو الأحوص عن عطاء بن السائب عن مرة عن عبد الله قال.
إن النفس الإنسانية شيء واحد ولها صفات كثيرة فإذا مالت إلى العالم الإلهي كانت نفسا مطمئنة وإذا مالت إلى الشهوة والغضب كانت أمارة بالسوء وكونها أمارة بالسوء يفيد المبالغة والسبب فيه أن النفس من أول حدوثها قد ألفت المحسوسات والتذت بها وعشقتها فأما. وقيل هو من قول العزيز أي وما أبرئ نفسي من سوء الظن بيوسف إن النفس لأمارة بالسوء أي مشتهية له. والقول الأول أقوى وأظهر. وما أبرئ نفسي من الخطأ والزلل فأزكيها إن النفس لأمارة بالسوء يقول.